دور أنظمة إدارة الجودة الإيزو 9000 في إرساء ثقافة الجودة الشاملة في مؤسسة اقتصادية

Abstract

تعتبر إدارة الجودة الشاملة أحد أهم المداخل الحديثة التي حضيت باهتمام واسع النطاق وأصبح التوجه نحو تطبيق هذا المدخل مطلبا لا غنى عنه في المؤسسات الاقتصادية المعاصرة التي أصبح هاجسها الأول هو تحقيق رضا زبائنها ، فهذا المدخل فرض نفسه بقوة و لاقى قبولا عاما في معظم دول العالم حيث تم تطبيقه بنجاح في الكثير من المؤسسات و حققت من وراء ذلك تطورا آبيرا و أصبح علامة من علامات تميزها و آفاءتها الإنتاجية و هذا ما أثبته التطبيق العملي له ، الأمر الذي يعكس أهمية هذه الفلسفة في تحقيق أداء متميز للمؤسسة و على جميع المستويات . إن توفير متطلبات تطبيق هذا المدخل يمثل أحد المقومات الأساسية لنجاح التطبيق بداية من اقتناع والتزام الإدارة العليا و ما يتطلبه من تعديلات أو تغييرات على الثقافة التنظيمية ، لذا ظهرت مواصفات دولية خاصة بأنظمة إدارة فعالة متعلقة بالجودة أطلق عليها أنظمة إدارة الجودة الإيزو 9000 ولقد سعت الكثير من المؤسسات عبر العالم لتوطين هذا النظام باعتباره مرحلة لتهيئة الثقافة التنظيمية للمؤسسة وتأهيلها للبدء ببرنامج الجودة الشاملة من خلال إرساء ثقافة الجودة التي ينبغي تبنيها من طرف جميع العاملين في المؤسسة وفي مقدمتهم الإدارة العليا وذلك بتحويل أفكار الجودة إلى ثقافة تنظيمية في المؤسسة. وبالرغم من التوجه إلى أنظمة الجودة في الدول المتقدمة ووجود العديد من المؤسسات العالمية التي تطبقها الآن إلا أن الأمر يختلف في المؤسسات الاقتصادية الجزائرية حيث لم تدخل بعد دائرة التنفيذ الفعلي باستثناء التسابق نحو التأهل للحصول على مواصفة الإيزو فقط باعتبارها نهاية المطاف دون متابعة جدية لتطبيق هذه الأنظمة للاستفادة منها في إرساء ثقافة الجودة الشاملة بالإضافة إلى وجود فجوة معرفية في تبني هذه الفلسفة وفي توفير مستلزمات نجاح تطبيقها من قبل المؤسسات الاقتصادية الجزائرية .