الحق في الصحة في القانون الدولي لحقوق الانسان

Abstract

لا يختلف اثنان حول أهمية الصحة في حياة الإنسان، فهي عنوان الكرامة الإنسانية وسبب استمراره، بل إن الصحة و الحياة هما وجهان لعملة واحدة لا يمكن تصور إحداهما دون الأخرى، وهي من بين أهم العوامل التي تساهم في تطور ونمو المجتمعات البشرية جمعاء، وقد أدركت المجتمعات الإنسانية ذلك منذ القدم، لهذا حرصت على إيجاد الوسائل المناسبة للحفاظ على صحة أفرادها من أي خطر يهددها و في حالة حصول ذلك تعمل على القضاء على ذلك الاعتلال. غير انه في كثير من الأحيان يتم إهمال هذا الجانب ، بحيث تصبح صحة الأفراد عرضة للخطر دون أن يلقون الرعاية اللازمة آو الوسائل المناسبة لحمايتها، و هو ما دفع بالكثيرين إلى الدعوة بضرورة حماية و الحفاظ على صحة الأفراد بوصفها حق من حقوق الإنسان التي لا غنى له عنها، وهو ما تم تبنيه من طرف المجتمع الدولي ككل، بحيث أصبح الحفاظ على الصحة و القضاء على مصادر تهديدها قضية تحتل اهتماما كبيرا من طرف الدول، لهذا تم إيجاد الأطر القانونية اللازمة و الملزمة التي يتم من خلالها حماية وتعزيز هذا الحق درءا لانتهاكه بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان من نصوص تكرس احترام و حماية هذا الحق، وهو ما تم تجسيده في التشريعات الداخلية للدول، كما تم خلق العديد من الأدوات و الآليات المناسبة لضمان أعمال هذا الحق، خاصة و إن العالم المعاصر و تحديد في القرن الواحد و العشرون شهد موجة من الأمراض لم تعرفها البشرية من قبل باتت تشكل تهديدا خطيرا على صحة الإنسان. وعليه قمنا من خلال هذه المذكرة بدراسة لماهية الحق في الصحة و الإطار القانوني الذي ينظم هذا الحق، مع تحديد الأدوات التي يتم من خلالها حماية هذا الحق، كما تم الإشارة إلى التهديدات الصحية التي أصبح يواجهها هذا الحق في القرن الواحد و العشرون.