لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بين العالمية وحدود السيادة

Abstract

تتصل هذه الدراسة بإحدى الضمانات التي تكفل احترام حقوق الإنسان، وهي لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والمهمة الأساسية للجنة حقوق الإنسان هي نشر ثقافة حقوق الإنسان استنادا إلى القيم العالمية والعمل لحماية ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. فإذا ثبت عدم فاعلية الوسائل الوطنية فى تأمين حماية حقوق الإنسان، ينشأ حق الدولة و الأفراد في الالتجاء إلى الوسائل الدولية. و هذه الوسائل قد تكون مقررة في نظام الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أو في الاتفاقيات العالمية لحقوق الإنسان وقد تكون جزءا من النظام القانوني لحماية حقوق الإنسان على المستوى الإقليمي. إن تعزيز وحماية حقوق الإنسان مسألة ذات أولوية بالنسبة للمجتمع الدولي، وأن الدراسة تتيح الفرصة لإجراء تحليل شامل لنظام حقوق الإنسان والدور الذي تقوم به لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من أجل تعزيز وحماية حقوق الإنسان، بغية زيادة مراعاة تلك الحقوق علي وجه أكمل وبالتالي تعزيزها، على نحو منصف ومتوازن. ولقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في عدد حالات تواجد لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الميدان سواء كان ذلك لأغراض حماية وترقية هذه الحقوق، أو للقيام بوظائف وقائية أولبناءثقافة حقوق الإنسان. وقد تزايد عدد العمليات الميدانية للجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان التي قامت في السنوات الأخيرة سواء بالتنسيق مع مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أو برعاية جهات أخرى تابعة للأممالمتحدة. وقد سعت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فى هذا السياق للبحث عن وسائل للمساهمة في إضفاء التعزيز والصبغة المهنية على إجراءاتهالدفع حقوق الإنسان قدما من خلال العمليات الميدانية. ويجيءهذا العمل تتويجا لجهودها في مجال حقوق الإنسان. إن إقرار وجود حقوق دولية للإنسان يعني ضرورة قيام لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بالبحث عن مدى الاعتراف بمثل هذه الحقوق وحمايتها مما يتطلب إعمال التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومن ناحية أخرى فإن سيادة الدول تنهض لمواجهة التدخل في شؤونها الداخلية وذلك فيما يتعلق باحترام نظامها السياسي والاقتصادي والاجتماعي ومن هنا تثور المشكلة حول مدى وجود حق التدخل في الشؤون الداخلية للدول من جانب لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان المراقبة تقرير احترام حقوق الإنسان، وكذا الأمر بالنسبة لنطاق عدم التدخل مراعاة للاختصاص المطلق للدول المعنية فحقوق الإنسان مثار الاهتمام الدولي مع إقرار مبدأعدمالتدخل. وقد اعتمدت في هذه الدراسة على منهج علمي في البحث يقوم على أساس التحليل والمقارنة والاستنتاج وجمع مختلف الآراء في المصادر العربية والأجنبية المتعلقة بهذا الموضوع، وهذا وفقالما يلي: المنهج التاريخي بحيث نتطرق إلي المراحل التي مرت بها حقوق الإنسان بصفة عامة ثم مختلف المراحل التي مرت بها نشأة لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وتتبع مراحل تطورها وصولا إلى الوضع القانوني المكرس حاليا.