استراتجية اللعب والألعاب في المجتمع الجزائري وعلاقتها بتنشئة الطفل إجتماعيا

Abstract

لا يمكن أن ينفي أحد المبالغ الهامة التي تخصصها الدولة الجزائرية لاستيراد الألعاب مما يعني أنها تولي أهمية لها، لكن هذا لا يعني أنها تعطي مكانة للعب في سياساتها المختلفة. فهناك فرق بين الاهتمام في توفير الألعاب كوسائل ترفيهية للطفل وبين المكانة التي توليها للعب في تنشئة الطفل اجتماعيا. فالألعاب ينبغي أن تكون عنصرا محوريا في تنمية الطفل وهذا الدور لا يمكن أن تقوم به إلا من خلال المكانة التي تعطيها الدولة لها في مجال تصنعيها وتطويرها حسب مستجدات العصر وتحقيق الموازنة بين متعة الطفل واستمتاعه باللعبة وبين تحقيق تعليمه وتنميته. فالألعاب في أي بلد هي جزء من ثقافة المجتمع وواقعها يعكس واقع ثقافة المجتمع الذي توجد فيه، والإشكالية القائمة هل الألعاب المصنعة المستوردة التي تعتمد عليها الأسرة الجزائرية كوسيلة تربوية في تنشئة الطفل اجتماعيا صورة للمجتمع الجزائري أم أنها لن تكون إلا صورة للمجتمع الذي أنتجها. وبالتالي قد تعمل على نشر هذه الصورة النمطية للطفل الجزائري لا نعلم إلى ما ترمز إليه، فتؤثر بذلك على تصوراته وسلوكاته بسبب عدم تكون معايير القبول والرفض لديه بحكم قلة معرفته وخبراته خاصة وأن في مرحلة الطفولة المتأخرة ينتقل الطفل من مرحلة التعامل بالخيال اللاواقعي إلى الخيال الواقعي مما يوقعه في التقليد والمحاكاة الواقعية لما يراه في الخيال. ومن هذا المنطلق جاءت هذه الدراسة لتتناول إستراتجية اللعب والألعاب في المجتمع الجزائري وعلاقتها بتنشئة الطفل اجتماعيا انطلاقا من فرضيات مفادها: 1 -تلعب التنشئة الاجتماعية للأسرة الجزائرية دورا هاما بتشكيل صورة الطفل اتجاه اللعبة وتوجيه اختياره لنمط ألعابه. 2 -يرتبط اقتناء الطفل للألعاب المصنعة المستوردة بالوضع الاقتصادي والثقافي للأسرة. 3 -للألعاب المصنعة المستوردة دلالات اجتماعية تنعكس على تصورات ومواقف الطفل الجزائري