الضرورة الشعرية في ديوان امرئ القيس بين النظر النحوي و النص الشعري : دراسة نحوية أسلوبية

Abstract

الضرورة ھي ّ رخص مُنحت للشعراء دون الناثرين في تجاوز قواعد اللغة مُراعاة للطبيعة الشعرية و خدمة للوظيفة الأدبية، و قد اختلفت نظرة النحاة إلى مدلولھا ، و سلكوا في فھمھم لھا وجھات متعددة. و ھي تلتقي مع كثير من المفاھيم؛ حتّى إنّه قد يخفى الفرق بينھما بحكم تقارب المعنى؛ كمثل الشاذ و الحُوشي و النّادر و الغريب؛ إلا أنّھا في الحقيقة مفھوم يتميز عما سواه ويتسع مجال الفرق فيھا لذا فھي ظاھرة جديرة بالدراسة. و لا يُمكن حصر الضرائر بعدد معين على أصح رأي ، لا بابها بابھا الشعر، و شعر العرب لم يُحط بجميعه أحد لذا فإن ّ السبيل إلى ترتيبھا ھو تصنيفھا في أنواع، سواء على أساس شكلي سواء على أساس ذاتي، و إما على أساس البنية و التّركيب. هذا و للشاعر دواع تلجئه إلى ارتكاب الضرورة الشعرية أھمھا الوزن و القافية، الارتجال، العناية بالمعنى، إرادة الشاعر، كثرة الاستعمال. ھذا و مع ذلك فإن لھا أصولا مُلتزمة من أصول العربية لا يجوز أن تخالف مھما دعت الضرورة لان لھا أحكاما و حدودا. في نظرنا النحوي للضرورة الشعرية من خلال ديوان امرئ القيس كان لنا خوض في قواعد و حدود الضرورة بأنواعھا سواء تلك القائمة على أساس الحذف أو الـزيادة ، أو التّقديم والتّأخير أو التغيير. فالنحو العربي لم يُغفل ھذه الظاھرة في كل ما يتعلق بھا، و بحثھا عُلماؤهُ من مُنطلق ، الحسن و القبح و الجواز و الوجوب أيضا . أما في دراستنا للضرورة الشعرية في النّص الشعري من خلال ديوان امرئ القيس فإن ما قدمته العلوم اللسانية الحديثة من مفاھيم تخص اللغة ترَك أثره المباشر على مفھوم الشعر. فالقواعد ھي اللغة عند اللسانيين؛ و ھي عند الشعراء تعني الجُمود و السلطوية. ّ أما المُتغيرات اللسانية فــھـي الــفوضى و الحرية و التمرد، حيث تأتي الأسلوبية لتتبع ملامح الشحن العاطفي في ّ في الخطاب من حيث استخدام اللغة بشكل مُتجدد يختلف عن النّمط التّركيبي الذّي نلمسه الخطاب النّفعي العادي ؛ لذا كان تناولنا للضرورة باعتبارھا ميزة أسلوبية من خلال خروجھا عن النمط العادي للغة و أبرزنا دورھا في تحقيق التماسك و الانسجام النصي.