تقنيات تسيير الخزينة في المؤسسات الإقتصادية

Abstract

تعتـبر الخزينـة مـن الوظــائف المهمـة وعنصـراً حاسمـا في حيـاة المؤسسـة حيـث أن مســتوى الخزينـة يعـبر عــن قـدرة المؤسسـة علـى مواجهـة كـل التزاماēـا خاصـة تلـك المتعلقـة بالاسـتغلال والتمويـل الـذاتي، وهــي ذلـك المصـب الـذي تتجمـع فيـه كـل التـدفقات الماليـة الحقيقيـة مـن و إلى المؤسسـة وبالتـالي فهـي المـرآة العاكسـة لكـل القـرارات الـتي تتخـذ داخـل المؤسسـة كمـا تعتـبر المحـدد الرئيسـي لكفـاءة وفعالية الإدارة المالية. إن إهمــال المؤسســة لتســيير الخـــزينة وجعلهــا أمــراً ثانـــويا والتركيــز علــى الوظيفــة الإنتاجيــة والتســويقية فقــط، أو اعتقــاد بأنــه باسـتطاعتهم الـتحكم في الخزينـة يعتمـد علـى المحاسـبة العامـة، جعلهـا تواجـه خطـر انقطـاع الـدفع وبالتـالي العسـر المـاليالـذي يهـدد كياĔاو إستمراريتها في مواجهة متطلباēا اتجاه الغير. ومن خلال كل هذا فلقد حاولنا في هذا البحث إظهار الدور الفعال التي تلعبه وظيفة الخزينة في المؤسسة الاقتصادية عبر تقنيات وأدوات تعتمد عليها علوم التسيير المالي، هذه التقنيات لها أهمية كبيرة في تسيير الخزينة والتي đا تسعى المؤسسة إلى تجنب العسر المالي في خلال مراحل حياة المؤسسة، الذي قد يصيب المؤسسة إن أهملت هذا الجانب واهتمت إلا بالجانب المحاسبي والإنتاجي، أو بالعكس التوظيف المالي الجيد في حالة اليسر المالي. لقد شمل موضوع هذا البحث دراسة تقنيات تسيير الخزينة في المؤسسة الاقتصادية، وذلك لما لها من أهمية على التوازن المالي في المدى القصير، حيث أن كل القرارات المتخذة من طرف المؤسسة والمتعلقة بكل جوانب نشاطها ينعكس أثرها المباشر على الخزينة، هذه الأخيرة تعتبر صورة تترجم فيها كل العمليات التي تقوم đا المؤسسة. إن التسيير الفعال للخزينة لا يتحقق إلا من خلال التسيير الأمثل للموارد المالية للمؤسسة وبالتالي ضمان الموارد اللازمة في الوقت المناسب، والوصول إلى هذه الوضعية مرهون بالقرارات المالية التي يتخذها مسير المؤسسة في كل حالات الخزينة، وخاصة ما يتعلق بتوظيف فوائض الخزينة التي تمكن المؤسسة من تحقيق عوائد وتساعد على تفادي الوقوع في حالات العجز في المستقبل. ويعتبر تسيير الخزينة انشغال دائم للمؤسسة، كما أن الاهتمام الأولي لمسير الخزينة وشغله الشاغل هو ضمان الاستمرارية الذي لا يتم إلا بتسديد ديوĔا في مواعيدها، والتسيير الجيد للخزينة لا يكمن فقط في عمليات التحصيل والإنفاق بل يتعدى ذلك ليصبح عبارة عن مجموعة من القرارات والإجراءات التي تبقي التوازن المالي للمؤسسة. إن المفهوم الحديث للخزينة لا يقتصر على السيولة والمساهمات البنكية فقط، بل يتعدى إلى السيولة الكامنة وقدرات التموين غير المستعملة من طرف المؤسسة، وهذا ما يجعل مهمة مسير الخزينة لا تتعلق فقط بقرارات بسيطة على المدى القصير بل تصبح تخص التسيير طويل المدى والتخطيط الاستراتيجي