الفكـر اللغـوي عنـد الإمام الشـافعي

Abstract

حاولنا في هذا البحث تناول شخصية الإمام الشافعي من الوجهة اللّغوية وذلك انطلاقا من طرح الإشكالية العامة للموضوع وهي كيف تناول الإمام الشافعي قضايا اللسان العربي كأداة لفهم القرآن واستنباط أحكامه؟ . وللإجابة عن هذه التسأولات انتهجنا طريقة الوصف والتحليل للأراء الّلغوية المبثوثة في كتاب الرسالة للإمام الشافعي. وهو كتاب في علم أصول الفقه يحوي قضايا وأفكار لغوية جمة تنم عن عمق فكر الإمام اللّغوي الحجة . وقد حرصنا على أن نربط بين ما وصل إلينا من العلوم اللغوية عند الإمام الشافعي وبين النظريات اللّغوية التي وصلتنا من الغرب. عاجلنا في هذا البحث ترجمة الإمام الشافعي وكتابه " الرسالة " ثم عمدنا إلى بيان الدراسات اللغوية، نشأة وتطورا ووظيفة ثم تناولنا تكامل العلوم اللسانية والعلوم الشرعية. هذا فيما يخص الجانب النظري من البحث، أما في الجانب التطبيقي فقمنا، باستخراج القضايا اللغوية من كتاب الرسالة، أهمها مفهوم البيان عند الشافعي ووسائله والإشارة كأعلى درجات البيان، وجدلية اللفظ والمعنى، وقد تضمن أربعة مطالب:منها العام والخاص، المطلق والمقيد الحقيقة والمجاز، السياق ودوره في تحديد الدلالات ثم تعرضنا إلى مفهوم القياس والإجماع واستخلصنا من ذلك التفاعل الذي أوجده الإمام الشافعي مع علماء عصره من نحاة ولغويين ومتكلمين وكيف جعلهم يستخدمون هذه المصطلحات كوسيلة لتحك إجتهاداتهم اللغوية والعلمية ثم تناولت في الأخير المصطلحات الشافعية وأثرها في دراسات أصول النحو وبينا مدى تأثر هذه العلوم بعضها ببعض . وقد توصلنا في هذا البحث إلى نتائج جد هامة، أهمها أنه كان للإمام الشافعي دور بارز في الربط بين الشريعة والعربية، مما ساهم في إثراء اللغة العربية، إذ يعتبر اللغة هي المحدد لمفهوم النّص الشرعي لتصل إلى مقاصده ومراميه، فالأمر يتعلق بتقرير حكم، أو بيان هدف الشرع، ولذا فالعمل في هذا المجال له أهميته ودقته.