"البنـاء السـردي في ثلاثية أحـلام مستغانـمي " ذاكرة الجسد - فوضى الحواس - عابر سرير

Abstract

إن دراسة البناء السردي هو تجربة لاكتشاف خفايا النص من خلال بنائه ومكوناته الجزئية التي تتكامل فيما بينها لتشكل لنا النص الإبداعي بكل أبعاده الفكرية والجمالية وما بحثنا هذا سوى جزء يسير مما قدم في هذا الباب. وقد سعينا من خلال هذا البحث للكشف عن بناء الشخصيات وبناء المكان والزمان ودلالاتهم، وفصلناها في ثلاث فصول مسبوقة بفصل نظري فتح الطريق أمام البحث وسهل علينا الدراسة. وركزنا في كل مرة على الدلالة والرمز بغية استخدام منهج يميل إلى التكاملية وقادنا هذا إلى اكتشاف شعرية النص من خلال مختلف بنياته. ولأن هدف الدراسة كان منصبا على ما يقوله النص والطريقة التي يقول بها ذلك، فقد كنا نتوخى اكتشاف الغايات الكامنة وراء البنيات المختلفة، فاكتشفنا في النص غايات جمالية تجلت في الأسلوب الشعري، وغايات اجتماعية تظهر من خلال نتقاد بعض السلوكات الاجتماعية وغيرها. وقد لمسنا محاولة الروائية تكثيف النص بالصور الشعرية، وإظهار مدى ثقافتها واطلاعها على مجالات الحياة والسياسة. فالنص مشبع بالشخصيات الفكرية والفنية من جهة، وبلغة شعرية تجعل منه قريبا من المتلقي فيحس وهو يقرؤه كأنما يقرأ قصيدة شعرية وهو ما لمسناه من خلال دراستنا للبناء، فالسر إذن يكمن في كون هذه الثلاثية عالجت مشاكل المواطن العربي بلغة شعرية فاتحدت الرؤيا الفنية مع الرؤيا الإنسانية والاجتماعية وامتزجت لتعبر عن عالم يحاكي تلك المشاكل من غير أن يحددها بدقة أو يصف نا طريقة لتفاديها.