"ظاهرة الفاصلة في القرآن الكــريم "دراسة صوتية بلاغية

Abstract

يتمحور هذا البحث حول الفاصلة في القرآن الكريم، وهي ظاهرة بلاغية بارزة في النص القرآني، إذ تنتهي أغلب آي القرآن بها محدثة نغما صوتيا مميزا، ومعطية وظائف ودلالات ربانية عظيمة، كما أن لها أثر بالغ في خاصية الإعجاز التي تميز بها الذكر الحكيم. وقد تناولت هذه الظاهرة في جانبين هامين هما: الجانب الصوتي والجانب البلاغي، محاولا من خلالهما معالجة إشكالية العلاقة بين الفاصلة القرآنية والإعجاز القرآني، وكشف الأسرار التي تنطوي عليها هذه الظاهرة، وراغبا في سبر أغوارها عبر ثلاثة فصول. أما الفصل الأول فقد تناولت فيه مجموعة من المفاهيم التي لها أهمية في البحث، وعلى رأسها الفاصلة، ثم السجع ثم القافية كونهما يتقاطعان معها في بعض الجوانب، ثم تطرقت إلى الاختلاف الحاصل بين علماء اللغة والبلاغيين في تسمية الفواصل بالأسجاع، أما الفصل الثاني فخصصته للجانب الصوتي للفواصل القرآنية مركزا على النظام الذي خصت به أصواتها ومميزات هذه الأصوات وصفاتها وجمالياتها التي توفرت فيها، وكان ذلك في مبحثين اثنين: النظام الصوتي للفواصل القرآنية والجمال الصوتي للفواصل القرآنية. أما الفصل الثالث والأخير فتطرقت فيه إلى المستوى البلاغي للفواصل القرآنية ووظائفها، وكان لا بد – هنا- من أن أتناول المستوى اللغوي ثم المستوى الدلالي في أساليب بديعية لم نجدها إلا في القرآن الكريم، أما ما وجد منها في غيره كالشعر فهي أقل شأنا وقيمة وهذه الأساليب هي: التمكين، التصدير، التوشيح وأخيرا الإيغال، كما تطرقت فيه إلى أسرار الإعجاز في الفواصل القرآنية، حيث انطوت على العديد منها، كما يتجلى في المزاوجة بين فاصلة وأخرى،والربط الفني وتحقيق التناغم والإيقاع المناسب والتناصف والتساوي، وحاولت في الأخير الإجابة على الإشكالية المبحوثة.