إدارة الجودة الشاملة لمنظومة إكتساب المعرفة مدخل لتحقيق التنمية الإقتصادية في ظل العولمة

Abstract

شهد العالم في الرّبع الأخير من القرن الماضي تحوّلا جذريا في المجال التربوي ٬ حيث حظيت عمليّات إصلاح التعليم وتطوير البحث العلمي بإهتمام كبير في معظم دول العالم ٬ وحظيت الجودة الشاملة بالجانب الأكبر من هذا الإهتمام إلى الحدّ الذي جعل ال مفكرّين يطلقون على هذا العصر عصر الجودة بإعتبارها إحدى الركائز الأساسية لنموذج الإدارة الجديدة " إدارة الجودة الشاملة " الذي أبتدع لمسايرة المتغيّرات الدولية والمحلية التي أفرزتها ظاهرة العولمة ٬ ولمحاولة التأقلم مع التحدّيات العلمية والتكنولوجية التي فرض تها ثورة المعلومات والإتصالات . و كنتيجة لذلك ٬ بات لزاما على الدولة الجزائرية الإهتمام بمدخل إدارة الجودة الشاملة كفلسفة أو كرؤيا إستراتيجية في رسم و تنفيذ الأدوار الجديدة المنوطة بالمنظومة الوطنية لإكتساب المعرفة بمنظومتيها الأساسيتين ؛ منظومة التعليم / التعلم ومنظومة البحث العلمي والتطوير التقني ٬ على صعيد بناء القدرات البشرية الجزائرية ومن ثمّ توظيفها في خدمة عمليّة التنمية الإقتصادية والإجتماعية ٬ و في تحقيق مجتمع المعرفة بالجزائر و ما يقتضيه ذلك من إجراءات وتدابير على صعيد السي اقين التنظيمي والمجتمعي لإكتساب المع رف ة. بل وأيضا كأسلوب إداري حديث يتمّ تطبيقه على مستوى المؤسّسات التعليمية والبحثية بغية الوصول إلى مخرجات تنسجم مع متطلبات سوق العمل و تراعي إحتياجات التنمية الإقتصادية و الإجتماعية المنشودة .