قمة التميز في مؤسسة معاصرة

Abstract

يتميز العصر الحديث بكثرة التغيرات وعدم الاستقرار على جميع المستويات مما أثر على طبيعة الاقتصاد السائد وعلى مختلف المؤسسات التي تحركه وتتأثر به، وكان لابد على الفكر الاداري أن يواكب هذه التغيرات ويتطور بشكل كبير منذ نشأته في نهاية القرن 19، ومع أنه كان للمدارس الإدارية الفضل الأكبر في هذا التطور إلا أن أفكارها لم تعد كلها ملائمة للنمط الاقتصادي الجديد الذي ما عاد يقوم على الموارد الطبيعية واليد العاملة ورأسمال فقط، لذا ظهرت في العقود الأخيرة عدة نظريات وأساليب إدارية تسعى إلى إيجاد الأسلوب الإداري الأنجع والذي يحقق للمؤسسة البقاء والاستمرار في ظل الانفتاح الاقتصادي والمنافسة العالمية وذلك بالسعي لإكسابها مزايا تنافسية تمكنها من التفوق والتميز على منافسيها حتى مع افتقارها للمزايا النسبية، وهذا ما تمكنت من إثباته الإدارة اليابانية التي أصبحت نموذجا يقتدي به، حيث أنها ركزت على تنمية كفاءاتها البشرية وتشجيعها على الإبداع والمبادرة وكانت بذلك رائدة في مجال إدارة المعرفة والتي ظهرت نتيجة تطور للفكر الإداري وتماشيا مع التطور الاقتصادي والاجتماعي الذي نعيشه والذي أصبحت معه المعرفة أهم مورد اقتصادي واهم مصدر للقيمة والثروة، ومنه فإن إدارة المعرفة هي أسلوب إداري يعني بالاستغلال الأمثل للمعرفة الضمنية والصريحة في المؤسسة بهدف الإبداع وتحقيق التميز وتعتمد إدارة المعرفة في ذلك على دعامتين رئيسيتين هما، أولا الموارد البشرية الكفأة والخبيرة وما يعرف بعمال المعرفة وهم المصدر الأساسي للمعرفة الضمنية والإبداع، وثانيا تكنولوجيا المعلومات .والاتصال التي تسهل انتقال المعرفة وتداولها بسرعة كبيرة كما توفر وسائل بسيطة لتخزينها