الأمن الوطني القومي ونظام الأمن الجماعي الدولي

Abstract

تحتل قضية تحقيق الأمن وتعزيزه والحفاظ على السلام والقضاء على مصادر تهديده، المركز الاول في قائمة اهتمامات الدول. وان وسائل تحقيق الأمن الجماعي ليست ظاهرة جديدة تميز الحياة المعاصرة، بل أنها رافقت ظهور المجتمع البشري في مختلف مراحل تطوره، إلا أنها كمهمة وقت الراهن تكتسي أهمية قصوى واستثنائية نظرا لاحتدام الصراع الدولي، وطابع الأسلحة المعاصرة التي لم تترك للدول أي أمل في تحقيق أمنها والدفاع عن نفسها بالوسائل العسكرية وحدها، حيث أن الأمن لا يمكن أن يبنى إلى الأبد على الخوف من العقاب وبمعنى أدق على مفهومي الكبح" أو "الترهيب". ففي هذا العصر المعروف الفضاء والصواريخ العابرة للقارات والأسلحة غير التقليدية (النووية) يبرز ضمان الأمن الجماعي بعصر بحدة وبشكل متزايد كمهمة أساسية لا يمكن حلها إلا بوسائل سياسية. ولا يخفى انه في مجال العلاقات الدولية، لا يمكن للأمن إلا أن يكون متبادلا، وشاملا، وخاصة في مواجهة الحروب وسياسة القوة. فإذا كان سعى الإنسان ومحاولته لتحقيق أمنه، قد اعتمد على مختلف الوسائل، فانه قد تركز بشكل أساسي على استخدام التنظيم الدولي المعاصر الذي كان حصيلة تطور العلاقات الدولية والتعاون الدولي، حيث أصبح التنظيم الدولي إحدى السمات البارزة والخصائص المميزة للعلاقات الدولية المعاصرة، إذا كان المجتمع الدولي في الماضي كان يتكون من الدول فقط، فان المنظمات الدولية أصبحت اليوم طرفا هاما من أطرافه، بعد أن ازداد عددها وتطور دورها، وغدت تتمتعبالشخصية القانونية الدولية. والحقيقة أن دراسة تاريخ تطور التنظيم الدولي، تبين بوضوح أن الدافع للأمن كان من الدوافع الأساسية التي دفعت بالدول إلى إحداث الكثير من المنظمات الدولية العالمية منها والإقليمية، كما أن هذه المنظمات أصبحت اليوم أدوات تعمل الدول من خلالها لتحقيق أمنها بشكل جماعي. وفي هذا البحث الأكاديمي الموضوعي، ينصب الجهد على دراسة الأمن الوطني القومي ونظام الأمن الجماعي الدولي ". من خلال دور ونشاط المنظمات الإقليمية، وقد اعتمدنا في هذه الدراسة على منهج علمي في البحث يقوم على المقارنة والتحليل والاستنتاج، وحرصنا على إبداء الرأي في مختلف الآراء والنظريات والمواقف المتعلقة بهذا الموضوع، مستندين في ذلك على عدد من المراجع والمصادر العربية والأجنبية، كما حرصنا على أن يأتي البحث مكثفا وخاليا مما لا علاقة له بصميم موضوع هذهالدراسة. و لأجل ذلك رأينا أن نقسم بحثنا هذا إلى بابين أدرجنا تحت كل باب فصلين و فصلنا كل فصل في مبحثين. حيث تناولنا في الباب الأول مفهوم الأمن القومي و الأمن الإقليمي، و في الباب الثاني نظام الأمن الجماعي وتجسيده فعليا، و تناولنا الباب الأول في فصلين، في الفصل الأول مفهوم نظام الأمن و مستوياته المختلفة في مبحثين، مبينين في المبحث الأول التعريف بالأمن و ماهيته موضحين فيه مفهوم الأمن والأمن الجماعي ومميزين الأمن الجماعي عن الدفاع الشرعي، و مبينين في المبحث الثاني فكرة السيادة و مستويات الأمن المختلفة، والذي بدوره قسمناه إلى مطلبين مبينين في أحدهما العلاقة بينمستويات الأمن المختلفة و موضحين في الآخر علاقة السيادة بأمن الدول. وتناولنا في الفصل الثاني الأمن الوطني القومي و الأمن الإقليمي موضحين في مبحثين الأول حول الأمن الوطني القومي و حماية كيان الدولة مدرجين تحته مطلبين الأول يتعلق بحق تقرير المصير و الثاني بالعدوان و آثاره على كيان الدولة، أما في المبحث الثاني فقد تناولنا الأمن الإقليمي و الأمن الجماعي موضحين في مطلب الأول التنظيم الإقليمي في إطار التنظيم العالمي العالمي و في المطلب الثاني تناولنا العلاقات بين منظمات الأمن الإقليمية منظمة الأمم المتحدة. ودرسنا في الباب الثاني نظام الأمن الجماعي وتجسيده فعليا، في فصلين، في الفصل الأول نظام الأمن الجماعي حيث تناولنا فيه مبحثين المبحث الأول حول مفهوم نظام الأمن الجماعي و الثاني حول حق الدفاع الجماعي في نطاق الأمن الجماعي و تطوراته. و تناولنا في الفصل الثاني التوسع في نظام الأمن الجماعي، تناولناه في مبحثين الأول يتعلق بتحقيق الأمن الإقليمي والتوسع في مفهوم الأمن موضحين في المطلب الأول منظمات الأمن الإقليمية وفي المطلب الثاني التوسع في نطاق الأمن الجماعي، والمبحث الثاني يتعلق بتقدير مدى فعالية و تجسيد نظام الأمن الجماعي موضحين في المطلب الأول تجسيد الأمن من خلال مستوياته المختلفة، والمطلب الثاني تجسيد وتقييم نظام الأمن الجماعي.