تعدد الدلالات اللغوية للخطاب القرآني (التحرير والتنوير من التفسير

Abstract

يتمحور هذا البحث حول (التناص) و أثره في الشعر العربي المعاصر, وهو مصطلح نقدي معاصر من تقديم الناقدة جوليا كريستيفا منذ ستينات القرن العشرين, و إن كان في أصله ظاهرة قديمة قدم الفكر الإنساني, تعلقت عند العرب بديوانهم فأعطاها النقاد مصطلح ( السرقات الشعرية), و قد أعاد المصطلح المعاصر للشعراء العرب القدامى- خاصة- مصداقية أشعارهم ونفى عنهم تهمة السرقة منذ استعارها في العصر العباسي, و بخاصة في القرن الرابع الهجري أزهى قرون النقد العربي. وقد حاولت معالجة جزء من هذه الظاهرة عند الشاعر العراقي المعاصر أحمد مطر عبر التناص القرآني المعبر عنه قديما بمصطلح ( الاقتباس), فجاء موضوع البحث ليعالج إشكال العلاقة بين القرآن و الشعر, محاولا سبر أثر القرآن الكريم في الشعر العربي المعاصر’ متبعا تحليلا دلاليا لبعض البنيات القرآنية التي وظفها أحمد مطر مع بيان أثرها في لافتاته الشعرية, إذ لم يكن هدف البحث مجرد اقتطاع المصادر فقط, و إنما إلقاء الضوء على غايات الشعر و رؤية الشاعر عبر التحليل التناصي ( أو التحليل الدلالي للتناص), أي أن الأمر تم عبر قناة استخراج دلالات العمل الشعري و كشف أهمية القرآن و أثره في إنتاج هذه الدلالات, مما جعل التناص القرآني أفقا دلاليا يترقى إليه النص الشعري. تطرقت في الفصل الأول لمفهوم النص و التناص وتاريخ المصطلح, مع تحليل بعض النماذج الشعرية وفق المصطلحات الروافد للتناص (التصحيفية, الإديولوجيم, الحوارية) التي اتخذتها مباحث إضافة إلى مبحث تعدد الأصوات وعلاقته بالمحكم و المتشابه في القرآن الكريم (تعدد الدلالات), أما الفصل الثاني فهو فصل تحليلي تطبيقي, اعتمدت فيه تحليل قصائد الشاعر تحليلا تناصيا مستخرجا الدلالات الشعرية التي قد تتفق مع قصد الشاعر وقد لا تتفق. وهنا ركزت على إيراد الدلالة الظاهرة للنص القرآني ومن ثم تتبع الدلالات عند الشاعر بالامتصاص-الذي يبدو غالبا عليه- وقد صغنا لهذه التحليلات جداول أحطناها بالوصف و التفسير و الشرح و التحليل, كل ذلك ضمن أربع بنيات جعلناها مباحث: التراكيب القرآنية, الإشارات القرآنية, القصص القرآني, وأخيرا الصورة التراثية, حيث عالجت أثر كل بنية في إنتاج الدلالات الشعرية, ثم أضفت مبحثا خامسا يتعلق باللغة و الأسلوب في شعر أحمد مطر, وفي الأخير حاولت إبراز القيمة الفنية و التاريخية لمدونته الشعرية ( اللافتات السبع).