بنية الخطاب الصوفي عند شعراء توات

Abstract

شهدت منطقة توات في الجنوب الغربي من الجزائر حركة علمية و ثقافية و أدبية كبيرة, خاصة في القرن 11هـ, و تجسدت تلك الحركة أكر حين وفدت إلى المنطقة مجموعة من الطرق الصوفية, و أقامت بعضا من مؤسساتها من مساجد وزوايا..., وظهر على إثر ذلك مجموعة من الشعراء عبروا عن كثير من القضايا الدينية, نذكر منهم: سيدي محمد بن المبروك البودوي, وسيدي محمد إيداوعلي, ومحمد عبد القادر الفلاني, و الشيخ السيد البكري بن عبد الرحمن, وغيرهم. و يسعى هذا البحث للتعريف بالنشاط الصوفي في المنطقة, و أيضا الكشف عن البنية السطحية والعميقة للشعر الصوفي في توات, من خلال مدونة ثم تحقيقها ودراستها... وقد اخترنا في بحثنا هذا جانبا صغيرا من التراث الأدبي في منطقة توات, ألا وهو الشعر الصوفي الذي كتب باللغة العربية الفصحى, وتركنا بجانبنا تراثا أدبيا آخر خاما بكرا, ينتظر أن تمتد إليه أيدي الباحثين, ويتمثل في عدد من الرسائل و الرحلات و المقامات و المناظرات الشعرية وغيرها. وقد وسمنا بحثنا ب "بنية الخطاب الصوفي عند شعراء توات, تحقيق و دراسة" ومؤكد أننا لا نستطيع جمع شعر جميع الشعراء التواتيين, لذلك اقتصرنا فقط على ستة (06) منهم, وركزنا كثيرا على الشاعرين سيدي محمد بن المبروك البودوي, وسيدي محمد إيداو على لتوفر شعرهما و تميزه فنيا, وقد أضفنا أربعة شعراء آخرين حتى تكون النتائج المتوصل إليها أكثر دقة, وقد راودتنا في البداية فكرة الاكتفاء بتحقيق ديواني الشاعرين الأولين المذكورين سلفا, ولكننا قررنا أن نضيف إلى البحث دراسة للشعر الصوفي في المنطقة, ولم نكن نعلم أننا أقدمنا على عمل خطير جدا, فما أصعب أن يجد الباحث نفسه تارة باحثا في التاريخ الثقافي للمنطقة, وتارة متجولا بين خزائن المخطوطات التواتية, وتارة محققا, وتارة أخرى دراسا ومحللا, باستخدام بعض المناهج النقدية الحداثة, التي استعنا ببعض إجراءاتها في بحنا, كالمنهج الأسلوبي و السيميائي و البنيوي, و استعنا في أحايين أخرى بالمنهج الوصفي و التاريخي و الإحصائي. وقد انطلقنا في بحثنا هذا بطرح تساؤل, من باب الشك العلمي و المعرفي, مفاده: ما هي المحددات الفنية لبنية الخطاب الصوفي الشعري عند شعراء توات