Résumé:
موضوع هذه المذكرة يهتم بدراسة أدب أجنبي, وكيفية تلقيه و التعامل معه, ألا وهو الأدب الفرنسي, ومقارنته بأدب قومي هو الأدب العربي, محددا في صورة البخيل عند الجاحظ و "موليير".
وقد اعتمد البحث على المنهج المقارن حسب ما تقتضيه المدرسة النقدية الأمريكية, التي تهتم بدراسة البنى الداخلية , لأي دراسة أدبية مقارنة, مركزة على بنيتها الفنية و اللغوية و الجمالية, و السبب الذي دفعنا إلى اعتماد هذا المنهج دون منهج المدرسة التاريخية الفرنسية, هو أن منهج هذه الأخيرة ضيق الخناق على المدرسة المقارنة وحصريا في ظاهرة التأثير و التأثر, بخلاف المنهج النقدي فإنه يسمح بالمقارنة لمجرد التشابه في الموضوع, مع مراعاة اختلاف اللغة بين الأدبيين.
يتعرض هذا البحث بالدراسة و التحليل"لأنموذج البخيل" الذي يندرج ضمن مجال النماذج البشرية, التي تعد إحدى مجالات البحث في الدراسات المقارنة. كما عرض البحث لدراسة أهم أوجه التقاطع و الاختلاف بين الجاحظ و "موليير" في تناولهما لأنموذج البخيل, و المقارنة بين أحوال البخيل الاجتماعية و النفسية, مما يترك أثرا ايجابيا أو سلبيا لدى القارئ.
وخلال التحليل, اعتمدنا على ثلاثة مناهج, منهج تاريخي يعرض لصورة البخيل في الآداب المختلفة, ومنهج تحليلي يقوم على تحليل صورة البخيل عند الأدبيين, م أخيرا على المنهج الأسلوبي, لاستخراج الجمالية اللغوية التي يتميز بها أسلوب الجاحظ و "موليير".
كما اهتم التحليل الأسلوبي بدراسة ما تحتويه نصوص كتاب "البخلاء" لدى الجاحظ ومسرحية "البخيل" عند "موليير", من جوانب أسلوبية عبر المستويات المختلفة, اللغوية و التركيبية و الصرفية,و الجوانب الفنية التي من شأنها أن تثير رغبة المتلقي أو القارئ النموذجي الذي لا يكتفي بالقراءة دون النقد و التفسير و الشرح.
