التعريب وقواعد صناعة المصطلح في اللسان العربي

Abstract

مسألة التعريب و المصطلح جزء لا يتجزأ من القضية الحضارية و التقدم العلمي و التعليمي, ولهما معنى حضاري شامل مرتبط باللغة. و التعريب هو كذلك الرد الفكري على حالة (التغريب) التي تعيشها و تعاني منها الأمة العربية قي هذا العصر. هذا التغريب الذي تجلى في صور مختلفة كالإقبال على اللغات الأجنبية و التنكر للغة العربية, بالإضافة إلى أنماط التفكير الغربي الذي يتحكم في مناحي حياتنا, و بكل ما لهذا التغريب من نتائج لا تهدف في نهاية الأمر إلا إلى تخريب القيم الروحية و الأخلاقية و الاقتصادية لهذه الأمة. هذا هو السبب المباشر الذي كان من دواعي اختياري لهذا الموضوع بالإضافة إلى أسباب أخرى ثانوية, كتعالي أصوات الفرانكفونية و رجوعها إلى الواجهة مع عرقلة حركة التعريب و تطبيقه خاصة ببلادنا, كذلك طغيان استعمال اللهجات المحلية و العاميات في المجالات الرسمية كالإعلام و الإشهار الإعلانات وحتى المؤسسات التعليمية في بعض الأحيان. حاولت أن أقف موقفا وسطيا في تناول هذا الموضوع, فلا أنحار إلى دراسته من جانب قومي سياسي حتى لا أوصف بالتحيز لفكر معين, ولا إلى جانب تربوي حتى لا يقال إنه أقحم نفسه في مجال لا يخصه, ومع ذلك فإن البحث لم يخل من الإشارات إلى هذا الجانب أو ذاك. وقد تقيدت بمجال الدراسة اللغوية لهذا الموضوع دائما. وهذا التقيد يعتبر إحدى الصعوبات الأساسية التي اعترضنني في إنجاز هذا البحث, بالإضافة إلى صعوبات أخرى متمثلة في غزارة المادة و صعوبة التحكم في اختيار الأهم منها, فكلما تعمقت في البحث و التنقيب تبدو لي أفكار جديدة و مهمة, لكن رسم خطة دقيقة للبحث ساعدني على التخلص مما لا ينضوي ضمن المعلومات التي تدخل في عناصر الخطة.