Résumé:
إن ظاهرة خروج المرأة للعمل لم تظهر عشوائيا، بل خضعت إلى عوامل عديدة و متداخلة دفعت المرأة للعمل خارج المنزل، و أهم دوافعها هي الحاجة المادية، فخروجها للعمل ضرورة استلزمتها الحاجات المتزايدة للمجتمع الصناعي الحديث، إذ أن تزايد أعباء المعيشة و غلائها من جهة، و التطلع المتمثل إلى مستوى معيشي أفضل من جهة أخرى دفعا بالمرأة إلى الخروج عن إطارها التقليدي، و المتمثل في دور المنجبة و المربية للأجيال الصاعدة.
إن اقتحام الزوجة و المرأة عامة ميدان العمل المأجور و مشاركة الرجل في المهام الاقتصادية يعد بمثابة تغيرا واضحا عرفته الأسرة و المجتمع ، و أدى إلى ظهور مواقف نحوها، منها الرافض لعملها، و الذي يرى أن المرأة كائن ضعيف جسما و عقلا و يجعلون وظيفتها في الإنجاب و رعاية الأسرة، و منها القابل لعملها لكن بشروط، فهم يقرون بعمل المرأة، ولكن في نطاق وظائف معينة تنسجم و طبيعتها الفيزيولوجية و منها المؤيد الذي يساوي بين الحقوق و الواجبات للمرأة و الرجل في جميع المجالات، و يعطيها الحرية الكاملة في التصرف.
من هذا المنطلق حاولت هذه الدراسة، دراسة اتجاه الطبقة المثقفة في المجتمع، و الممثلة في الأستاذ الجامعي نحو عمل المرأة المتزوجة و الإجابة على هذه الإشكالية تم اقتراح أربع فرضيات أساسية هي:
* طبيعة اتجاه الأستاذ الجامعي نحو عمل المرأة المتزوجة راجع للمسار التعليمي الذي تلقاه.
* هناك فروق دالة في اتجاه الأستاذ الجامعي نحو عمل المرأة المتزوجة حسب الحالة الاجتماعية و التخصص.
*يؤثر المستوى المعيشي للأستاذ الجامعي في تحديد اتجاهه نحو عمل المرأة المتزوجة.
* تؤثر التنشئة الأسرية في تحديد اتجاه الأستاذ الجامعي نحو عمل المرأة المتزوجة.
من أجل الإحاطة بحيثيات لإشكالية الدراسة و فرضياتها في جوانبها النظرية و الميدانية، تم تخصيص ثمانية فصول رئيسية، ففي الفصل الأول تم التطرق إلى البناء المنهجي للدراسة، و الفصل الثاني تناول الاتجاهات النفسية الاجتماعية، وتم التعرض في الفصل الثالث إلى الأستاذ الجامعي و التعليم العالي، أما في الفصل الرابع عن خروج المرأة للعمل، وأخيرا في الفصل الخامس من الجانب النظري إلى المرأة و العمل في الجزائر.
أما الإطار المنهجي للدراسة، وبناء و تحليل الجداول و عرض النتائج و مناقشتها تم التعرض لها في الفصل: السادس و السابع و الثامن.