Résumé:
من الأسباب التي أملت على هذا الموضوع و الذي وسمته ب : الشخصية الروائية الأنثرويولوجية في " مئة عام العزلة " لغابرييل غارسيا ماركيز". الأبعاد و المستويات, مرجعها اللحظة التي انتهيت فيها من قراءة هذا النص الحائز على جائزة نوبل للآداب وهذا سبب ذاتي محض.
تميزت هذه الرواية بخروجها عن أساليب ألحكي المألوفة , وذلك بتجريبها لأساليب سردية جديدة, تتمثل في الرسم الواقعي السحري و العجائب لشخوص و أحداث الرواية و فضاءاتها العجيبة, وفي التماهي الإيهامي العميق بين الواقع و اللاواقع , بين الحقيقة و الخيال, وتلك مغايرة فنية للسرود التقليدية.
أما الأسباب الموضوعية و العلمية التي دفعتني لاختيار هذا الموضوع فتعود إلى قلة الدراسات ضمن البرنامج البيداغوجي للجامعة الجزائرية, أي في مقياس الآداب الأجنبية, التي اعتقد أنها قليلة الحضور بين باقي الأحداث البيداغوجية , وكذا محاولة سد الفراغ في دراسات أنثروبولوجيا الأدب, لا على مستوى الدرس الجامعي فحسب, بل على مستوى المراجع المتخصصة و البحث الجامعي و إشباع الرغبة في تناول هذا الأدب الروائي السحري العجائبي, بغية الإسهام في دراسة النصوص , التي تعد حديثة من حيث الدراسة و الإبداع, أي روايات العجائبي وروايات الواقعية السحرية, التي يقابلها في الثقافة العربية, الرواية الصوفية و نصوص الرحلات و الكرامات وما دار في فلك ثقافة الغر ائبي و العجائبي.
وتكمن إشكالية هذا البحث في أسئلة شكلية وأخرى مضمونيه, و التي تسعى هذه الدراسة في محاولة للإجابة عنها, و الإحاطة بها بالقدر, الذي تسمح به المادة المتوفرة من مراجع متخصصة و دراسات صائبة, و قد تمحورت إشكالية البحث في التساؤلات التالية:
- ما الذي إضافته الواقعية السحرية بصفتها بديلا حكائيا للرواية الإسبانوأمريكية متجاوزة الواقعية الطبيعية؟ وما الجديد فيها على المستوى السردي في بناء الشخصية الروائية.