Résumé:
يعد موضوع الإرهاب الدولي من المواضيع الأكثر تعقيدا في مجال القانون الدولي، حيث أن أول إشكال يعترض الباحث في هذا المجال هو انعدام التوافق الدولي حول مفهوم الإرهاب الدولي؛ ذلك أن المفهوم يتعرض إلى محاولة عولمة عن طريق إخضاعه لمركزية معرفية.
ومادام أن المفهوم مهما كانت محاولة التحكم في محتواه يبقى نتاج معنى معين راسخ في الذهن؛ فإن الفراغ الطبيعي لمفهوم الإرهاب الدولي المتفق عليه نابع من حقيقة تنوع واختلاف المبادئ والخلفيات والظروف التي تحيط بكل دولة وشعب، هذا ما أدى إلى وجود ما تمت تسميته في البحث بأزمة استقرار ماهية الإرهاب الدولي؛ حيث تم التعرض لمشكلة تعريف الإرهاب الدولي وبيان موقف كل من فقه القانون الدولي وأعمال الأمم المتحدة وفقه الشريعة الإسلامية وباتت مسألة الإرهاب الدولي في ظل القانون الدولي تتسم بجملة من الخصائص تــم إبرازها؛ مثل اضطراب التكيف القانوني للإرهاب الدولي، والتنازع حول مصدره، وحول إمكانية وجوده في حالة الحرب، وأيضا خاصية الإشكال في المسؤولية الدولية.
ولاشك أن من أهم النتائج السلبية لمحاولات عولمة المفهوم بالرغم من وجود هذه الخصائص هو إنكار حق الدفاع الشرعي ومقاومة الشعوب المسلحة الشرعية والمشروعة؛ مما دفع إلى إبراز الأسس التى تعتمد عليها المقاومة المسلحة المشروعة، وأنها واجب محتم فضلا أن تكون حقامشروعا.
إن هذا البحث تناول بالدراسة والتحليل كيفية تعامل التنظيم الدولي مع المشكلة والقصور الواضح للآليات القانونية المتداعية لأجل ذلك، من خلال دراسة نموذج من الاتفاقيات الدولية المعالجة لهذا الموضوع والوقوف عند بنودها كلما أمكن ذلك، سواء كانت هذه الاتفاقيات إقليمية أو دولية، ومن خلال تناول بعض المؤتمرات والإعلانات في هذا الباب.
لقد تم التوصل من خلال البحث للكشف عن وجود انتقائية في التعامل معالظاهرة التي تمت دراستها، وازدواجية في تعقب نتائجها، تم معالجة هذا من خلال الجوانب النظرية والعسكرية؛ ومن ثم الولوج في بيان نماذج من الجرائم الدولية المرتكبة تحت غطاء ما بات يعرف بمكافحة الإرهاب الدولي.
