Résumé:
عملية الاختيار هي نمط سلوكي يسلك بطريقة معينة ، حين نكون بصدد الاختيار للزواج وعلى ذلك فإنها تتعلق بشكل كبير بالثقافة و المرجعيات الفكرية و الاجتماعية التي تسود داخل المجتمع كما تتعلق بعوامل شخصية تخص الفرد نفسه من محددات لميوله و انطباعاته ونمط التفكير لديه.
كما أن هذه العملية تتأثر بشكل أو بآخر بالمجال و الوظائف التي كانت تقوم بها الأسرة بنوعيها النواتية الممتدة، بالإضافة إلى ظهور بعض المؤسسات التي تنافس هذه الأخيرة في إطار التخصص الوظيفي داخل المجتمع نفسه.
و من المعروف أن عملية الانتقال بالنسبة للمجتمعات وخاصة المجتمع الجزائري من عصر إلى عصر لا يتم بالصدفة أو العفوية و إنما تخضع أساسا إلى مجموعة من العوامل و الأنماط المجتمعية التي تتماشى و الحراك الاجتماعي وتجعله بذلك يتميز عن باقي المجتمعات الأخرى من خلال الأنماط السلوكية و المعتقدات و الأفكار التي ساهمت في تحديد نوع و شكل الاختيار انطلاقا من العوامل السابقة الذكر.
في حين اهتمت العديد من النظريات بإبراز بعض الجوانب و المتغيرات الخاصة بظاهرة الاختيار مع التركيز على جانب معين من جملة العوامل التي تتدخل بشكل مباشر في بناء تلك الظاهرة وتحديد التجليات التي تطرحها على مستوى الأفراد أنفسهم و المقبلين على عملية الاختيار و المجتمع ككل.
من خلال هذا التناول الذي يُعنى بدراسة تصورات طلبة الماجستير في الاختيار للزواج أو بالأحرى ما يجب أن يكون عليه هذا الشريك لدى الجنسين ، و ذلك يظهر من جراء الاهتمام البالغ الذي توليه النخبة التي تلقت تعليما أكاديميا عاليا ، محاولين من خلال هذا الطرح تسليط الضوء على أهم التصورات الاختيارية لديهم مع التركيز على عامل التعلم و التكسب لدى الطرفين ، و كذا أهم المرجعيات الفكرية التي على أساسها يتم بناء ثقافة اختيارية.
