ثنائية الوضع و الإستعمال و ما يقابلها في الدراسات الغربية الحديثة

Abstract

من أسرار قيام الكون على الثنائية , ثنائية الوضع و الاستعمال في الدرس اللغوي, وما يمكن أن يقابلها في الدراسات الغربية الحديثة, إشكالية قامت عليها رؤية البحث لهذا الموضوع, فعرفنا الوضع بأنه تعيين اللفظ دليلا على المعنى أو بإزاء المعنى, وبه يتمكن الأفراد من التفاهم ببيان أغراضهم و تحقيق مصالحهم, ولا تبليغ ولا فائدة يمكن أن يحصلا إلا بالوضع لأنه شيء مشترك بين الأفراد في زمان ومكان معين. أما الاستعمال فهو كما عرفه الحاج صالح " كيفية إجراء الناطقين لهذا الوضع في الخطاب" أي الأداء الفعلي لهذا الوضع, وما يمكن أن يقابل هذه الثنائية ثنائية اللسان و الكلام عند دي سوسير و الملكة و التأدية عند تشو مسكي مع عمق الدراسات التحويلية التوليدية لأنها قامت على أساس رياضي الفرضية و الاستنتاج, و واقعية اللسانيات البنيوية التي قامت على أساس الاستقراء و الاستنتاج. و أدرجنا في الفصل الثالث إشكالية, هل يكمن مشكل المصطلح في الوضع أن في الاستعمال, ورأينا أن المشكل يتمثل في الوضع و الاستعمال على السواء, وذلك راجع لغياب آليات تشغيل خصائص اللسان العربي و مظاهره, كالاشتقاق و التعريب و التحدث و الترجمة للحد من غزو المصطلح الأجنبي حقل الدرس اللغوي. و ثانية الوضع و الاستعمال ليست دراسات ساكنة تعرض و توصف فقط بل يجب أن تتجاوز مجال التنظير إلى التطبيق. و خلاصة القول أن المسائل اللغوية العربية اتسمت بالوضوح و الدقة, حيث وصلوا بالبحث اللغوي إلى نتائج صوتية, نحوية و صرفية ودلالية باهرة تنم عن عمق العقلية العربية, وقدرتها على تتبع منازل التحليل اللغوي وعلى استقراء و استنباط المسائل, كما تميزت دراساتهم بالشمولية مما جعل الدرس اللغوي يشكو القصور في جوانبه المنهجية, لكن مع ذلك لا ننكر الدور الذي قام به علماؤنا, و أن الدراسات العربية تعتبر اللبنة الأساسية التي بنت عليها اللسانيات الغربية دراستها.