Résumé:
يحتل الطفل مكانة اجتماعية متميزة ضمن أسرته و ذلك بإعتباره فرد من أفرادها ، كما أنه عنصر فعال في المجتمع و هو محور عملية التفاعل الإجتماعي ، و لقد إهتم الكثير من الباحثين و العلماء في مختلف الإختصاصات بأهمية الطفل و ضرورة الإعتناء به من خلال عملية التنشئة الإجتماعية في مختلف مراحل حياته خاصة مرحلتي الطفولة و المراهقة و ذلك نظرا لأن الطفل في مثل هذه المراحل يواجه العديد من المشاكل الناتجة سواء عن طبيعة شخصيته أو عن طبيعة الظروف الأسرية و الإجتماعية و الإقتصادية المحيطة به كنوع المعاملة السيئة و نمط الأسرة و طبيعتها و نوعية العلاقات الإجتماعية و قوة تأثيرها بين الأفراد و التي كثيرا ما تؤثر على الطفل من جوانب مختلفة نفسية و إجتماعية و شخصية و سلوكية تدفعه إلى الإنحراف و الخروج عن معايير المجتمع و قوانينه خاصة في ظل إنعدام الضبط الإجتماعي و غياب التنشئة الإجتماعية السليمة و توفير الأجواء التي تجعل الطفل ينسحب من الوسط الأصلي إلى الشارع كرد فعل سلبي اتجاه الأوضاع السيئة و القاسية التي عاشها في أسرته ، كما يمكن أن يكون تعبير نفسي و سلوكي قصد البحث عن الإرتياح النفسي و الإجتماعي في آن واحد .
إن تشرد الطفل و المراهق و إنحرافهم عن قوانين المجتمع ما هو إلا إفراز لمختلف الضغوطات و العوامل الأسرية و الإقتصادية و الإجتماعية المزرية كالتفكك الأسري بكل أشكاله و مظاهره،و الفقر و البطالة و إنخفاض الدخل الفردي للأسر و إنعدامه و التسرب المدرسي ما هي إلا آثار سلبية أنتجها التغير الإجتماعي السريع الذي عرفه و مازال يعرفه المجتمع الجزائري مرحلة بعد مرحلة .